((زیارة الجامعة الکبیرة))
قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى وَالْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ الْکَاتِبُ، قَالا: حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْبَرْمَکِیِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ النَّخَعِیُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلإمام الهادی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صلوات الله علیهم: عَلِّمْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلًا أَقُولُهُ بَلِیغاً کَامِلًا إِذَا زُرْتُ أَحَداً مِنْکُمْ، فَقَالَ:
إِذَا صِرْتَ إِلَى الْبَابِ فَقِفْ وَاشْهَدِ الشَّهَادَتَیْنِ وَأَنْتَ عَلَى غُسْلٍ، فَإِذَا دَخَلْتَ وَرَأَیْتَ الْقَبْرَ فَقِفْ وَقُلْ: اللَّهُ أَکْبَرُ اللَّهُ أَکْبَرُ- ثَلَاثِینَ مَرَّةً، ثُمَّ امْشِ قَلِیلًا وَعَلَیْکَ السَّکِینَةَ وَالْوَقَارَ، وَقَارِبْ مِنْ خُطَاکَ، ثُمَّ قِفْ وَکَبِّرِ اللَّهَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً، ثُمَّ ادْنُ مِنَ الْقَبْرِ وَکَبِّرِ اللَّهَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً، تَمَامَ مِائَةِ تَکْبِیرَةٍ، ثُمَّ قُلِ:
السَّلَامُ عَلَیْکُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِکَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْیِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزَّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَأُصُولَ الْکَرَمِ، وَقَادَةَ الْأُمَمِ، وَأَوْلِیَاءَ النِّعَمِ، وَعَنَاصِرَ الْأَبْرَارِ، وَدَعَائِمَ الْأَخْیَارِ، وَسَاسَةَ الْعِبَادِ، وَأَرْکَانَ الْبِلَادِ، وَأَبْوَابَ الْإِیمَانِ، وَأُمَنَاءَ الرَّحْمَنِ، وَسُلَالَةَ النَّبِیِّینَ، وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلِینَ، وَعِتْرَةَ خِیَرَةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى، وَمَصَابِیحِ الدُّجَى، وَأَعْلَامِ التُّقَى، وَذَوِی النُّهَى، وَأُولِی الْحِجَى، وَکَهْفِ الْوَرَى، وَوَرَثَةِ الْأَنْبِیَاءِ، وَالْمَثَلِ الْأَعْلَى، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنَى، وَحُجَجِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْیَا وَالْآخِرَةِ وَالْأُولَى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَمَشَاکِی نُورِ اللَّهِ، وَمَسَاکِنِ بَرَکَةِ اللَّهِ، وَمَعَادِنِ حِکْمَةِ اللَّهِ، وَخَزَنَةِ عِلْمِ اللَّهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ، وَحَمَلَةِ کِتَابِ اللَّهِ، وَأَوْصِیَاءِ نَبِیِّ اللَّهِ، وَذُرِّیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ، وَالْأَدِلَّاءِ عَلَى مَرْضَاةِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَقِرِّینَ فِی أَمْرِ اللَّهِ، وَالتَّامِّینَ فِی مَحَبَّةِ اللَّهِ، وَالْمُخْلِصِینَ فِی تَوْحِیدِ اللَّهِ، وَالْمُظْهِرِینَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْیِهِ، وَعِبَادِهِ الْمُکْرَمِینَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ، وَهُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعَاةِ، وَالْقَادَةِ الْهُدَاةِ، وَالسَّادَةِ الْوُلَاةِ، وَالذَّادَةِ الْحُمَاةِ، وَأَهْلِ الذِّکْرِ، وَأُولِی الْأَمْرِ، وَبَقِیَّةِ اللَّهِ وَخِیَرَتِهِ، وَخَزَنَةِ عِلْمِهِ، وَحُجَّتِهِ وَصِرَاطِهِ، وَنُورِهِ وَبُرْهَانِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ کَمَا شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ، وَشَهِدَتْ لَهُ مَلَائِکَتُهُ، وَأُولُوا الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَالْعَزِیزُ الْحَکِیمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضَى، أَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ، وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ.
وَأَشْهَدْ أَنَّکُمُ الْأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِیُّونَ، الْمَعْصُومُونَ الْمُکَرَّمُونَ، الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ، الصَّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ، الْمُطِیعُونَ لِلَّهِ، الْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ، الْعَامِلُونَ بِإِرَادَتِهِ، الْفَائِزُونَ بِکَرَامَتِهِ.
اصْطَفَاکُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضَاکُمْ لِغَیْبِهِ، وَاخْتَارَکُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَبَاکُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَأَعَزَّکُمْ بِهُدَاهُ، وَخَصَّکُمْ بِبُرْهَانِهِ، وَانْتَجَبَکُمْ لِنُورِهِ، وَأَیَّدَکُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِیَکُمْ خُلَفَاءَ فِی أَرْضِهِ، وَحُجَجاً عَلَى بَرِیَّتِهِ، وَأَنْصَاراً لِدِینِهِ، وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِکْمَتِهِ، وَتَرَاجِمَة لِوَحْیِهِ، وَأَرْکَاناً لِتَوْحِیدِهِ، وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ، وَأَعْلَاماً لِعِبَادِهِ، وَمَنَاراً فِی بِلَادِهِ، وَأَدِلَّاءَ عَلَى صِرَاطِهِ.
عَصَمَکُمُ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَکُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَکُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَذْهَبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَکُمْ تَطْهِیراً.
فَعَظَّمْتُمْ جَلَالَهُ، وَأَکْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ کَرَمَهُ، وَأَدَمْتُمْ ذِکْرَهُ، وَوَکَّدْتُمْ مِیثَاقَهُ، وَأَحْکَمْتُمْ عَقْدَ طَاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِی السِّرِّ وَالْعَلَانِیَةِ، وَدَعَوْتُمْ إِلَى سَبِیلِهِ بِالْحِکْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَکُمْ فِی مَرْضَاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلَى مَا أَصَابَکُمْ فِی جَنْبِهِ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَآتَیْتُمُ الزَّکَاةَ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَیْتُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ، وَجَاهَدْتُمْ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَیَّنْتُمْ فَرَائِضَهُ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرَائِعَ أَحْکَامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فِی ذَلِکَ مِنْهُ إِلَى الرِّضَا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضَى.
فَالرَّاغِبُ عَنْکُمْ مَارِقٌ، وَاللَّازِمُ لَکُمْ لَاحِقٌ، وَالْمُقَصِّرُ فِی حَقِّکُمْ زَاهِقٌ، وَالْحَقُّ مَعَکُمْ وَفِیکُمْ، وَمِنْکُمْ وَإِلَیْکُمْ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمَثْوَاهُ وَمُنْتَهَاهُ، وَمِیرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَکُمْ، وَإِیَابُ الْخَلْقِ إِلَیْکُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَیْکُمْ، وَفَصْلُ الْخِطَابِ عِنْدَکُمْ، وَآیَاتُ اللَّهِ لَدَیْکُمْ، وَعَزَائِمُهُ فِیکُمْ، وَنُورُهُ وَبُرْهَانُهُ عِنْدَکُمْ، وَأَمْرُهُ إِلَیْکُمْ.
مَنْ وَالاکُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ، وَمَنْ عَادَاکُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ، وَمَنْ أَحَبَّکُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ أَبْغَضَکُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِکُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ.
أَنْتُمُ الصِّرَاطُ الْأَقْوَمُ، وَشُهَدَاءُ دَارِ الْفَنَاءِ، وَشُفَعَاءُ دَارِ الْبَقَاءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ، وَالْأَمَانَةُ الْمَحْفُوظَةُ، وَالْبَابُ الْمُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ، مَنْ أَتَاکُمْ نَجَا، وَمَنْ لَمْ یَأْتِکُمْ هَلَکَ، إِلَى اللَّهِ تَدْعُونَ، وَعَلَیْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَإِلَى سَبِیلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْکُمُونَ.
سَعِدَ مَنْ وَالاکُمْ، وَهَلَکَ مَنْ عَادَاکُمْ، وَخَابَ مَنْ جَحَدَکُمْ، وَضَلَّ مَنْ فَارَقَکُمْ، وَفَازَ مَنْ تَمَسَّکَ بِکُمْ، وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَیْکُمْ، وَسَلِمَ مَن صَدَّقَکُمْ، وَهُدِیَ مَنِ اعْتَصَمَ بِکُمْ، مَنِ اتَّبَعَکُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْوَاهُ، وَمَنْ خَالَفَکُمْ فَالنَّارُ مَثْوَاهُ، وَمَنْ جَحَدَکُمْ کَافِرٌ، وَمَنْ حَارَبَکُمْ مُشْرِکٌ، وَمَنْ رَدَّ عَلَیْکُمْ فِی أَسْفَلِ دَرْکٍ مِنَ الْجَحِیمِ.
أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا لَکُمْ سَابِقٌ فِیمَا مَضَى، وَجَارٍ لَکُمْ فِیمَا بَقِیَ، وَأَنَّ أَرْوَاحَکُمْ، وَأَنْوَارَکُمْ، وَطِینَتَکُمْ وَاحِدَةٌ، طَابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، خَلَقَکُمُ اللَّهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَکُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِینَ.
حَتَّى مَنَّ عَلَیْنَا بِکُمْ فَجَعَلَکُمْ فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَیُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَیْکُمْ، وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلَایَتِکُمْ طِیباً لِخَلْقِنَا، وَطَهَارَةً لِأَنْفُسِنَا، وَبَرَکَةً لَنَا، وَکَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا، وَکُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِینَ بِفَضْلِکُمْ، وَمَعْرُوفِینَ بِتَصْدِیقِنَا إِیَّاکُمْ.
فَبَلَغَ اللَّهُ بِکُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُکَرَّمِینَ، وَأَعْلَى مَنَازِلِ الْمُقَرَّبِینَ، وَأَرْفَعَ دَرَجَاتِ الْمُرْسَلِینَ، حَیْثُ لَا یَلْحَقُهُ لَاحِقٌ، وَلَا یَفُوقُهُ فَائِقٌ، وَلَا یَسْبِقُهُ سَابِقٌ، وَلَا یَطْمَعُ فِی إِدْرَاکِهِ طَامِعٌ.
حَتَّى لَا یَبْقَى مَلَکٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ، وَلَا صِدِّیقٌ، وَلَا شَهِیدٌ، وَلَا عَالِمٌ وَلَا جَاهِلٌ، وَلَا دَنِیٌّ وَلَا فَاضِلٌ، وَلَا مُؤْمِنٌ صَالِحٌ، وَلَا فَاجِر طَالِحٌ، وَلَا جَبَّارٌ عَنِیدٌ، وَلَا شَیْطَانٌ مَرِیدٌ، وَلَا خَلْقٌ فِیمَا بَیْنَ ذَلِکَ شَهِیدٌ، إِلَّا عَرَّفَهُمْ جَلَالَةَ أَمْرِکُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِکُمْ، وَکِبَرَ شَأْنِکُمْ، وَتَمَامَ نُورِکُمْ، وَصِدْقَ مَقَاعِدِکُمْ، وَثَبَاتَ مَقَامِکُمْ، وَشَرَفَ مَحَلِّکُمْ وَمَنْزِلَتِکُمْ عِنْدَهُ، وَکَرَامَتَکُمْ عَلَیْهِ، وَخَاصَّتَکُمْ لَدَیْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِکُمْ مِنْهُ.
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی، وَأَهْلِی وَمَالِی وَأُسْرَتِی، أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُکُمْ أَنِّی مُؤْمِنٌ بِکُمْ، وَبِمَا آمَنْتُمْ بِهِ، کَافِرٌ بِعَدُوِّکُمْ وَبِمَا کَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِکُمْ وَبِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَکُمْ، مُوَالٍ لَکُمْ وَلِأَوْلِیَائِکُمْ، مُبْغِضٌ لِأَعْدَائِکُمْ، وَمُعَادٍ لَهُمْ.
سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَکُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَکُمْ، مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ، مُطِیعٌ لَکُمْ، عَارِفٌ بِحَقِّکُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِکُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِکُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِکُمْ، مُعْتَرِفٌ بِکُمْ.
مُؤْمِنٌ بِإِیَابِکُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِکُمْ، مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِکُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِکُمْ، آخِذٌ لِقَوْلِکُمْ، عَامِلٌ بِأَمْرِکُمْ، مُسْتَجِیرٌ بِکُمْ، زَائِرٌ لَکُمْ، لَائِذٌ عَائِذٌ بِقُبُورِکُمْ، مُسْتَشْفِعٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِکُمْ، وَمُتَقَرِّبٌ بِکُمْ إِلَیْهِ، وَمُقَدِّمُکُمْ أَمَامَ طَلِبَتِی وَحَوَائِجِی وَإِرَادَتِی، فِی کُلِّ أَحْوَالِی وَأُمُورِی مُؤْمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَعَلَانِیَتِکُمْ، وَشَاهِدِکُمْ وَغَائِبِکُمْ، وَأَوَّلِکُمْ وَآخِرِکُمْ، وَمُفَوِّضٌ فِی ذَلِکَ کُلِّهِ إِلَیْکُمْ، وَمُسَلِّمٌ فِیهِ مَعَکُمْ.
وَقَلْبِی لَکُمْ مُسَلِّمٌ، وَرَأْیِی لَکُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتِی لَکُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى یُحْیِیَ اللَّهُ دِینَهُ بِکُمْ، وَیَرُدَّکُمْ فِی أَیَّامِهِ، وَیُظْهِرَکُمْ لِعَدْلِهِ، وَیُمَکِّنَکُمْ فِی أَرْضِهِ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لَا مَعَ غَیْرِکُمْ، آمَنْتُ بِکُمْ، وَتَوَلَّیْتُ آخِرَکُمْ بِمَا تَوَلَّیْتُ بِهِ أَوَّلَکُمْ، وَبَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدَائِکُمْ، وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالشَّیَاطِینِ، وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمِینَ لَکُمْ، وَالْجَاحِدِینَ لِحَقِّکُمْ، وَالْمَارِقِینَ مِنْ وَلَایَتِکُمْ، وَالْغَاصِبِینَ لِإِرْثِکُمْ، الشَّاکِّینَ فِیکُمْ، الْمُنْحَرِفِینَ عَنْکُمْ، وَمِنْ کُلِّ وَلِیجَةٍ دُونَکُمْ، وَکُلِّ مُطَاعٍ سِوَاکُمْ، وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ یَدْعُونَ إِلَى النَّارِ.
فَثَبَّتَنِی اللَّهُ أَبَداً مَا حَیِیتُ عَلَى مُوَالاتِکُمْ وَمَحَبَّتِکُمْ وَدِینِکُمْ، وَوَفَّقَنِی لِطَاعَتِکُمْ، وَرَزَقَنِی شَفَاعَتَکُمْ، وَجَعَلَنِی مِنْ خِیَارِ مَوَالِیکُمُ، التَّابِعِینَ لِمَا دَعَوْتُمْ إِلَیْهِ، وَجَعَلَنِی مِمَّنْ یَقْتَصُّ آثَارَکُمْ، وَیَسْلُکُ سَبِیلَکُمْ، وَیَهْتَدِی بِهُدَاکُمْ، وَیُحْشَرُ فِی زُمْرَتِکُمْ، وَیَکُرُّ فِی رَجْعَتِکُمْ، وَیُمَلَّکُ فِی دَوْلَتِکُمْ، وَیُشَرَّفُ فِی عَافِیَتِکُمْ، وَیُمَکَّنُ فِی أَیَّامِکُمْ، وَتَقَرُّ عَیْنُهُ غَداً بِرُؤْیَتِکُمْ.
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی، وَنَفْسِی وَأَهْلِی وَمَالِی، مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِکُمْ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْکُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِکُمْ، مَوَالِیَّ لَا أُحْصِی ثَنَاءَکُمْ، وَلَا أَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ کُنْهَکُمْ، وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَکُمْ.
وَأَنْتُمْ نُورُ الْأَخْیَارِ، وَهُدَاةُ الْأَبْرَارِ، وَحُجَجُ الْجَبَّارِ، بِکُمْ فَتَحَ اللَّهُ، وَبِکُمْ یَخْتِمُ اللَّهُ، وَبِکُمْ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ، وَبِکُمْ یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَبِکُمْ یُنَفِّسُ الْهَمَّ، وَبِکُمْ یَکْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَکُمْ مَا نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلَائِکَتُهُ، وَإِلَى جَدِّکُمْ بُعِثَ الرُّوحُ الْأَمِینُ «فی المصادر: و إن کانت الزّیارة لأمیر المؤمنین فقل: و إلى أخیک بعث الرّوح الأمین»، آتَاکُمُ اللَّهُ مَا لَمْ یُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ.
طَأْطَأَ کُلُّ شَرِیفٍ لِشَرَفِکُمْ، وَبَخَعَ کُلُّ مُتَکَبِّرٍ لِطَاعَتِکُمْ، وَخَضَعَ کُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِکُمْ، وَذَلَّ کُلُّ شَیْءٍ لَکُمْ، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِکُمْ، وَفَازَ الْفَائِزُونَ بِوَلَایَتِکُمْ، بِکُمْ یُسْلَکُ إِلَى الرِّضْوَانِ، وَعَلَى مَنْ جَحَدَ وَلَایَتَکُمْ غَضَبُ الرَّحْمَنِ.
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی، وَنَفْسِی وَأَهْلِی وَمَالِی، ذِکْرُکُمْ فِی الذَّاکِرِینَ، وَأَسْمَاؤُکُمْ فِی الْأَسْمَاءِ، وَأَجْسَادُکُمْ فِی الْأَجْسَادِ، وَأَرْوَاحُکُمْ فِی الْأَرْوَاحِ، وَأَنْفُسُکُمْ فِی النُّفُوسِ، وَآثَارُکُمْ فِی الْآثَارِ، وَقُبُورُکُمْ فِی الْقُبُورِ، فَمَا أَحْلَى أَسْمَاءَکُمْ، وَأَکْرَمَ أَنْفُسَکُمْ، وَأَعْظَمَ شَأْنَکُمْ، وَأَجَلَّ خَطَرَکُمْ، وَأَوْفَى عَهْدَکُمْ، وَأَصْدَقَ وَعْدَکُمْ.
کَلَامُکُمْ نُورٌ، وَأَمْرُکُمْ رُشْدٌ، وَوَصِیَّتُکُمُ التَّقْوَى، وَفِعْلُکُمُ الْخَیْرُ، وَعَادَتُکُمُ الْإِحْسَانُ، وَسَجِیَّتُکُمُ الْکَرَمُ، وَشَأْنُکُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ، وَقَوْلُکُمْ حُکْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأْیُکُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، إِنْ ذُکِرَ الْخَیْرُ کُنْتُمْ أَوَّلَهُ، وَأَصْلَهُ وَفَرْعَهُ، وَمَعْدِنَهُ، وَمَأْوَاهُ وَمُنْتَهَاهُ.
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی وَنَفْسِی، کَیْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنَائِکُمْ، وَأُحْصِی جَمِیلَ بَلَائِکُمْ، وَبِکُمْ أَخْرَجَنَا اللَّهُ مِنَ الذُّلِّ، وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَرَاتِ الْکُرُوبِ، وَأَنْقَذَنَا مِنْ شَفَا جُرُفِ الْهَلَکَاتِ وَمِنَ النَّارِ.
بِأَبِی أَنْتُمْ وَأُمِّی وَنَفْسِی، بِمُوَالاتِکُمْ عَلَّمَنَا اللَّهُ مَعَالِمَ دِینِنَا، وَأَصْلَحَ مَا کَانَ فَسَدَ مِنْ دُنْیَانَا، وَبِمُوَالاتِکُمْ تَمَّتِ الْکَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوَالاتِکُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَکُمُ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ، وَالدَّرَجَاتُ الرَّفِیعَةُ، وَالْمَکَانُ الْمَحْمُودُ، وَالْمَقَامُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْجَاهُ الْعَظِیمُ، وَالشَّأْنُ الْکَبِیرُ، وَالشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ.
رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاکْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِینَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا.
یَا وَلِیَّ اللَّهِ إِنَّ بَیْنِی وَبَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً لَا یَأْتِی عَلَیْهَا إِلَّا رِضَاکُمْ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَکُمْ عَلَى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعَاکُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طَاعَتَکُمْ بِطَاعَتِهِ لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِی، وَکُنْتُمْ شُفَعَائِی، فَإِنِّی لَکُمْ مُطِیعٌ، مَنْ أَطَاعَکُمْ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَاکُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَحَبَّکُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ أَبْغَضَکُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ.
اللَّهُمَّ إِنِّی لَوْ وَجَدْتُ شُفَعَاءَ أَقْرَبَ إِلَیْکَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَیْتِهِ الْأَخْیَارِ، الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعَائِی، فَبِحَقِّهِمُ الَّذِی أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَیْکَ أَسْأَلُکَ أَنْ تُدْخِلَنِی فِی جُمْلَةِ الْعَارِفِینَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفِی زُمْرَةِ الْمَرْحُومِینَ بِشَفَاعَتِهِمْ، إِنَّکَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَآلِهِ الطَّاهِرِینَ.
من لا یحضره الفقیه، ج2، ص: 609
المزار الکبیر (لابن المشهدی)، ص: 523
دریافت زیارت به صورت pdf
حجم: 186 کیلوبایت
خداقوت