وقد أعلنها صریحةً فی خطبته الّتی اشتهرت بـ(الشقشقیة) حیث قال أمیر المؤمنین صلوات الله علیه :
أَمَا وَاللّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبی قحافة، وَإِنَّهُ لَیَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّی مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى، یَنْحَدِرُ عَنِّی السَّیْلُ، وَلاَ یَرْقَى إِلَیَّ الطَّیْرُ، فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْبَاً، وَطَوَیْتُ عَنْهَا کَشْحاً، وَطَفِقْتُ أَرْتَئی بَیْنَ أَنْ أَصُولَ بِیَد جَذَّاءَ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طِخْیَة عَمْیَاءَ، یَهْرَمُ فِیهَا الْکَبِیرُ. وَیَشِیبُ فِیهَا الصَّغِیرُ، وَیَکْدَحُ فِیهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى یَلْقى رَبَّهُ، فَرَأَیْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى، فَصَبَرْتُ وَفِی الْعَیْنِ قَذَىً، وَفِی الْحَلْقِ شَجاً، أَرَى تُرَاثِی نَهْباً، حَتَّى مَضَى الاْوَّلُ لِسَبِیلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابْنِ الْخَطَّاب بَعْدَهُ (ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الأَعْشَى):